بدأت الكاتبة تام باتاتشاكو تعي خطورة علاقتها بالشراء عندما وصل إشعار المرتّب على هاتفها قبل عامين، فاندفعت تفتح تطبيقات التسوّق واحدًا تلو الآخر، من أمازون إلى زارا، قبل أن تُهدر نحو 90 جنيهًا إسترلينيًا في ساعة واحدة على أشياء لا تحتاجها، بينها بطانية ثقيلة لم تستخدمها قط. هذا السلوك المتكرر، الذي صاحبها منذ بدأت تكسب المال، قادها إلى إنفاق متزايد كلما شعرت بضيق أو ملل.
يذكر تقرير الجارديان أنّ هذه العادة جعلتها تنزلق إلى دوامة من المشتريات العشوائية: مجفف شعر إضافي، شرائط إضاءة، أحذية غير مناسبة، وكل ذلك مدفوع برغبة غامضة في الإحساس بالامتلاك وتغيير المزاج. وتفسّر الكاتبة هذه الاندفاعة بخليط بين نشأتها في عائلة محدودة الدخل ورغبة دفينة في تعويض الحرمان، وبين تساهلها الشخصي أمام إغراءات الاستهلاك.
1- نقطة التحوّل: الانتظار قبل الشراء
بدأت الكاتبة تغير سلوكها عندما جرّبت حيلة بسيطة: وضع أي منتج في "عربة الشراء"، ثم الانتظار 24 ساعة قبل اتخاذ القرار. هذه المهلة فتحت أمامها مساحة للتفكير، وجعلتها لأول مرة تسأل نفسها: هل تحتاج هذا الشيء فعلاً؟ وهل تقدر على دفع ثمنه؟
عندما عادت في اليوم التالي لعربة التسوّق على أمازون أو زارا ورأت المنتجات ما زالت هناك، كانت غالبًا تحذفها. وبهذه الطريقة، توقفت عن شراء أشياء تعرف في داخلها أنها بلا قيمة. مثلًا، رغبت في شراء ثلاثة ألعاب لوحية، لكن الانتظار كشف لها أنها لا تلعب مثل هذه الألعاب أصلًا. كذلك فكرت في شراء كاميرا فيلم للاستعمال في رحلتها الأولى إلى كرواتيا، ثم أدركت أنّ هاتفها يملك كاميرا ممتازة، ولا حاجة لشراء جهاز إضافي.
هذا التغيير منحها لأول مرة القدرة على النظر إلى كشف حسابها البنكي دون خجل، لأنها أصبحت أكثر وعيًا بقيمة ما تشتريه.
2- مواجهة العادات القديمة
تعترف الكاتبة بأنها تعود أحيانًا لاندفاعها القديم، لكن الفرق أنّها باتت تلتقط الإشارات مبكرًا. عندما تلاحظ نفسها تسارع بالشراء، تتراجع. أدركت أنّ الملل بالذات يشعل رغبتها في التسوق، وأنه المحرّك الأقوى وراء هذه الاندفاعات.
يرصد النص كذلك الدور الذي يلعبه ثقافة الاستهلاك في الضغط على الأفراد، حيث تُغذّي الشركات حاجتنا للمتعة الفورية وتستغل اللحظات التي نشعر فيها بفراغ أو ضجر.
3- الحرية في التريّث
تعكس التجربة كيف يستطيع "التوقف المتعمّد" إعادة صياغة علاقتها بالمال. الانتظار قبل الشراء منحها شعورًا مفاجئًا بالتحرّر، لأنها اكتسبت القدرة على التحكم في رغباتها، وعرفت أنّ الأشياء التي تبدو مغرية في لحظة العجلة غالبًا بلا قيمة بعد التفكير.
الكاتبة ترى أنّ هذه الخطوة الصغيرة كانت أكثر ثورية مما توقعت. فالتحكم في الاندفاع، ورفض صرف المال لمجرد الشعور العابر، أعادا لها قوة لم تعشها منذ سنوات.
https://www.theguardian.com/money/2025/dec/01/the-one-change-that-worked-i-used-to-be-a-compulsive-shopper-until-i-hit-upon-a-simple-trick

